أنا وجاسم ودانه… وكل الأشياء.
أنا وجاسم ودانه… وكل الأشياء. قلم: محمد هيثم وقتها كان الفجر، متسدح على السرير وأقلب بجوالي كالعادة، ولقيت خصومات من مكتبة تكوين. دخلت الموقع، وأول شي طاح نظري عليه كتاب "كل الأشياء" لبثينة العيسى. قريت قصته وشريته بالصدفة… وما أجمل الصدف. هل نحن نقرأ الرواية، أم الرواية هي التي تقرأنا؟ في الحقيقة لا فرق. كلنا شخصيات هامشية في رواية كبرى كتبها كاتب ملول، ثم رماها في القمامة وسمّاها "الحياة". بثينة العيسى في روايتها تضع يدها على الجرح، ثم تضحك ضحكة من يعرف أنه خاسرًا من البداية. نحن نعيش في عالم يُقاس بالخصومات في "مكتبة تكوين"، باللايكات على إنستغرام، وبعدد المرات التي نعيد فيها شحن الرصيد. كل شيء قابل للبيع: الوطن، الأفكار، وحتى الأحلام. عالم الرواية ليس غريبًا علينا؛ نسخة من الواقع الذي نعيشه كل يوم. عالم يعلّمك أن الحقيقة مُرعبة، وأن المجتمع آلة صامتة مهمتها طحن الأفراد، وتحويلهم إلى نسخ مطابقة يبتسمون في المناسبات ويتصوّرون أمام الأعلام، ثم يعودون إلى غرفهم ليبكوا بصمت. والفكرة الأساسية التي ترويها بثينة العيسى هي أن كل محاولة للبحث عن المعنى، ستصطدم...